أزهري أون لاين المدير
عدد المساهمات : 179 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 28/09/2010 العمر : 41
| موضوع: أروع بطولات الهجرة الجمعة يناير 07, 2011 12:56 pm | |
| القصة الأولي: مع سيدنا صهيب الرومي
أحبائي الصغار لم يكن سيدنا صهيب من أهل مكّة، ولم تكن له قبيلة تمنعه من بطش المشركين ، وكان يعمل بصناعة السيوف، وكانت هذه الصناعة تدر عليه مالاً وفيرًا، ثم جاء القرار بالهجرة، فقرر صهيب أن يترك تجارته، ويتجه إلى المدينة ليبدأ حياة جديدة هناك، وعند خروجه وقف له زعماء الكفر بمكّة، فقالوا له: أتيتنا صعلوكًا حقيرًا، فكثر مالك عندنا، وبلغت الذي بلغت، ثم تريد أن تخرج بمالك ونفسك؟ والله لا يكون ذلك.
هنا يفكر صهيب ، يقول في نفسه: ما قيمة المال ولو كان مال الدنيا،
إن أنا خالفت أمر رسول الله e، وإن أنا تخلفت عن صحبة المؤمنين، ؟! وجد صهيب أن الثمن الذي سيدفعه زهيد للغاية بالقياس إلى ما سيحصله ، لم يكن اختبارًا صعبًا على نفس صهيب ، لقد قرر أن يشتري الجنة منذ زمن، وكلما مر عليه الوقت ازداد إصرارًا على قراره.
قال لهم صهيب في بساطة: أرأيتم إن جعلت لكم مالي، أتخلون سبيلي؟
هكذا في بساطة، يترك كل ثروته، وكل تعب السنين السابقة!
قالوا - وقد سال لعابهم لثروة صهيب الطائلة -: نعم.
قال صهيب: فإني قد جعلت لكم مالي. وأعطاهم كل ما يملك، وهاجر إلى الله ورسوله e، وبلغ الأمر إلى رسول الله فقال في يقين: "رَبِحَ صُهَيْبٌ، رَبِحَ صُهَيْبٌ".
ولما رأى رسول الله صهيبًا قال مبشِّرًا له ومهنِّئًا: "رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى، رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى". وفيه وفي أمثاله نزل قول الله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [البقرة: 207]. أرئيتم أحبابي الصغار كيف ضحى سيدنا صهيب بكل ما يملك حتى يشترى الجنة , فكن بني الصغير مثله فالجنة غالية
| |
|