أزهري أون لاين المدير
عدد المساهمات : 179 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 28/09/2010 العمر : 41
| موضوع: والداي لو سمحت أسمعوني الجمعة يناير 07, 2011 2:03 pm | |
| كتبه الخبير التربوي : أيمن ابو بكر
سألت يوما بعض الآباء والأمهات متى تقول : إنك نجحت في تربية ابنك . فكان الكثير من الإجابات لما ابني يسمع كلامي . وكأن هذا الكلام آيات من التنزيل أو توجيهات من رسول. وعندما تسمع إلي الكلام الذي يرغب الآباء أن ينفذه الأبناء تصاب بالدهشة . وإن شئت أن تقرأ شيئا من هذا العجب فإليك المثال الذي يكفي عن كثير المقال . فلقد كنت يوما في القطار, وكان في المقعد الخلفي لي أسرة, فإذا بالأم تقول لأبنائها : ( هس مش عاوزة أسمع نفس. ) وإذا بابنة لها تسبح بخاطرها في عالمها الخيالي وتقول : ( إحنا لو ما اتنفسناش هنموت .) أليس الطلب في غاية العجب ؟" ولقد ساءلت نفسي ما السبب في عدم سماع الابن للكلام ؟ وكانت الإجابة العابرة كأب مثل كل الآباء أن هذا نوع من التمرد والعناد, ولا ينبغي للولد أن يعود علي ذلك . ولكن عندما تتأمل معي في الأسباب الحقيقية تجد المفاجأة . أنت السبــــــــــــــب
لمــــــــــــــــــــــــاذا ؟ انظر معي إلي قول الله عز وجل . ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها ) فإن الله حبا كل مخلوق بقدرات ( ورفعنا بعضكم فوق بعض درجات .) فماذا تتوقع من الطفل الصغير الذي ُيطلب منه دائما أن يكون هادئا متزنا ؟" فهذا أمر غير منطقي. لأن من خصائص هذه السن كثرة الحركة, والنشاط والاستكشاف. بل الطفل الهادئ قليل النشاط والحركة مقلق تربويا. ولقد حكي لي أحد الآباء عن المصادمات اليومية بين زوجه وابنته ذات الاثني عشر ربيعا علي مهام البنت في تنظيف المنزل وغيرها, ويقول إن أمها تشكو كثيرا من كثرة نومها وعدم سرعتها في أداء واجباتها في البيت .ولو علمت هذه الأم أن النمو الجسدي في هذه السن كبير جدا, وهو الذي يتسبب في هذا الخمول وقلة النشاط , لعلمت أن ابنتها معذورة, و لما حدثت كل هذه المشاحنات اليومية التي تجعل البنت تشعر بعدم الراحة تجاه أمها . وأتعجب كثيرا من الآباء عندما أسمعهم يشكون من عناد أبنائهم . وأود أن أقول لهؤلاء: إن الابن العنيدـ في نظرك ـ شخصية سوية لأنه استطاع أن يكون له رأي مستقل, وهو بعدم سماعه الكلام أو قوله: لا . لا يعني أنه يعاندك بنفس المفهوم الذي في ذهنك . ولكن ماذا يحدث عندما تجبره علي سماع كلامك؟ إما أن ينفذ وهو مقهور حتى يتعود علي الجبن وعدم إبداء الرأي حتى مع أقرانه, مما يجعله شخصية ضعيفة ومقودة . وإما أن يظل صامتا حتى ينفجر في مرحلة المراهقة, ويتحول العند من مجرد رأي لتكوين الشخصية إلي عند حقيقي وتمرد . ولكن ما الحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ؟
هيا نتعلم الحل من القران والسنة 1- تعلم من تحريم الخمر يعلمنا الله عز وجل أننا إذا أردنا أن نمنع إنسانا عن شيء محبب له أن نتدرج في المنع لا أن نمنع من أول مرة . والكل يعرف مدي تعلق الخمر بنفوس الصحابة الذين أسلموا. ولو نزل الأمر من أول مرة بالنهي عن شرب الخمر لكان الأمر فيه مشقه. فبدأ التحريم في أول مراحله بلفت الانتباه غير المباشر إلي الحرمة. فقال الله عز وجل فيهما إثم كبير ومنافع للناس. ) ثم النهي المبسط غير المباشر في قوله تعالي: ( لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون .) لاحظ سبب المنع ]ليس الحرمة بل لتعلموا ما تقولون { ثم النهي الصريح في المرة الأخيرة مع تعليل السبب ( رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه) وكذلك في قصة العبد الصالح مع نبي الله موسي فإنه في المرة الأولي يبدأ بلفت الانتباه ( ألم أقل ) , ثم في المرة الثانية يشدد في التنبيه ( ألم أقل لك ) ,ثم القرار في المرة الثالثة (هذا فراق بيني وبينك ). وهكذا نتعلم أننا في نهي أبنائنا عن شيء يحبونه نبدأ بلفت الانتباه إلي الخطأ لا إلي المخطئ , وفي المرة الثانية نلفت انتباه المخطئ, وفي المرة الثالثة نتخذ القرار واجب التنفيذ . فمثلا تريد من ابنك أحمد أن يشتري لوازم البيت وهو مندمج مع الكمبيوتر فيكون العلاج - لفت الانتباه غير المباشر ( سنشتري لوازم البيت بعد ربع ساعة .) - التوجيه المباشر ( تعطي أحمد الفلوس في يده وتقول له : يا أحمد أنت ستشتري لوازم البيت بعد خمس دقائق ) - القرار ( تأخذ أحمد من يده نحو الباب لينفذ الأمر ) لاحظ معي فترة التراخي في التنفيذ وهي مثل فترة التراخي في منع الخمر بين كل توجيه وآخر . وإذا امتنع أحمد عن التنفيذ في هذه الحالة, يكون الإجراء بالعقاب المناسب للخطأ. تذكر في المرة الثالثة ( هذا فراق بيني وبينك ) .
2 ليكن أمرك في حدود قدرة ابنك
جاء أبو ذر يوما إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقال : ( يا رسول الله ألا تستعملنى _ أي في منصب – قال: فضرب بيده علي منكبي. ثم قال: يا أبا ذر إنك ضعيف ...)صحيح مسلم 1825 رفض النبي صلي الله عليه وسلم تكليف أبا ذر بالإمارة لأن قدراته ضعيفة لا تتناسب مع المهمة . ولكن كثيرا من الآباء يكلفون أبناءهم بمهام أكبر من قدراتهم أو مواهبهم. فمثلا تكليف الابن الصغير أن يحمل أمتعة البيت وهو ضعيف البينة . وفي حالة البنت السابقة ماذا تفعل لأمها ؟:وكل ما تطلبه منها أكبر من قدرتها ولكن إذا جزأت لها هذه المهام المنزلية لكانت النتيجة أفضل .
3-تابع التنفيذ بنفسك
إن الصبي الصغير يحتاج منا إلي متابعته فيما نكلفه به من مهام حتى ينجزها. فقد تأمر ابنك أن يشترى لك شيئا ثم يتأخر عليك ,فتخرج فتجده يلعب مع أقرانه, أو تجده في السنتر أو ..... فلا تعجل في معاقبته ونهره. وتعلم من النبي صلي الله عليه وسلم كيف تعامل مع حالة مماثلة عندما أمر أنس بن مالك بأمر فانشغل عن أمر النبي صلي الله عليه وسلم باللعب مع الصبيان . ونسمع الرواية من انس ( كان رسول الله صلي الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا. فأرسلني يوما لحاجة فقلت :والله لا أذهب. وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله صلي الله عليه وسلم. فخرجت حتى أمر علي الصبيان وهم يلعبون في السوق .فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي .قال فنظرت إليه وهو يضحك. فقال يا أنيس: اذهب حيث أمرتك. قال: قلت: نعم. أنا أذهب يا رسول الله .) رواه مسلم في صحيحه 1967 لا حـــــــــظ ( يا أنيس - وهو يضحك )
4- خاطب باللفظ المحبب
تلاحظ في القران الكريم أن الله إذا أراد أن يكلف الصحابة بأمر أو يلومهم علي خطأ يخاطبهم بأحب لفظة إلي قلوبهم( يا أيها الذين آمنوا ), ولاحظنا ذلك في تحريم الخمر (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر ),وعند لومه لحاطب بن أبي بلتعة في إفشاء سر النبي صلي الله عليه وسلم يقول له: ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ...),وفي حديث أنس السابق يخاطب النبي صلي الله عليه وسلم أنس في لحظة خطئه باسم ( الدلع ) وهو يضحك يا أنيس . فما يمنعك بعد ذلك أن تخاطب ابنك عندما تحب منه أن يسمع كلامك بأحب الألقاب أليه بدلا من الأمر الجاف الفظ .
5-حدد سبب الأمر أو النهي
لاحظ أن الله ما حرم شيئا إلا وبين علة تحريمه. وأنت أيها الوالد لا تمنع من ابنك شيئا إلا إذا حددت له سبب المنع , أو دوافع الطلب, حتى يكون العمل علي بينة . ولعلك تلاحظ ابنك عندما يقول لك: ليه؟ عندما تأمره بأمر .
6-اجعل في البيت قانونا يحترم
البيت الذي ليس فيه قانون فاشل تربويا. فلا بد لك حتى يسمع ابنك كلامك أن تكون هناك بعض الضوابط التي يلتزم بها الجميع حتى أنت , وفي ساعة الاختلاف تلجأ إلي القانون . وأحكي لك تجربتي الشخصية مع قانون البيت . فلقد كنت دائما في خلاف مع ابنتي حول التلفاز ,هي تريد طيور الجنة وأنا أريد قنوات الأخبار, وفي كل مرة نختلف, فهداني الله إلي أن أتفق معها علي من يشغل التلفاز الأول هو الذي له حق التحكم فيه, والثاني يستأذن منه ,وكانت النتيجة مبهرة وحل الخلاف بهذه القاعدة التي التزمت أنا بها أو لا .
7-لا تجعل إجابة الطلب تكون بنعم أو لا إذا كنت تري أن أبنك عنيدا . فلا تطلب منه شيئا تكون إجابته المحتملة لا. فمثلا أذا طلبت من ابنك أن يشتري لك شيئا من الدكان, فليكن السؤال من أين تشتري لنا الزيت؟ من عند عم أحمد أم من عند سالم . فإنك هيئته لقبول التنفيذ بهذه المقدمة. أما إذا قلت له مباشرة: اذهب واشتري الزيت فإن من المحتمل أن تكون الإجابة المتوقعة لا.
8- لا تنه أكثر من ثلاث تعود إذا أرت أن يترك ابنك أمرا سيئا ـ بعد ما تمارس معه الأساليب التربوية في النهي ـ أن لا تزيد في التحذير عن ثلاث مرات. لأنك إن زدت عن ذلك تعود علي عدم سماع الكلام, وهان أمرك في نظره .ولعلك لاحظت من الآيات السابقة في تحريم الخمر, والعبد الصالح أن التحذير كان مرتين وفي المرة الثالثة كان القرار .
9- لا تكن مملا بكثرة طلباتك
ألاحظ أن بعض الآباء يجبر أبناءه علي قوله: لا. عندما يكثر له في الطلب أو المنع. فيكون حال الطفل أنه يخرج من تكليف إلي تكليف ومن أمر إلي منع, وهذا يسبب الملل. وتعلم من عبد الله بن مسعود كيفية التعامل. كان عبد الله يذكر الناس في كل خميس. فقال له رجل يا أبا عبد الرحمن لوددت أنك ذكرتنا كل يوم. قال: أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم. وإني أتخولكم بالموعظة كما كان النبي صلي الله عليه وسلم يتخولنا بها مخافة السآمة علينا.) صحيح البخاري 70 وأخيرا هل علمت أيها الأب الكريم وأيتها الأم الفاضلة من السبب في عناد الطفل وعدم سماعه الكلام ؟ وصية اليوم ما كان الرفق في شيء إ لا زانه
| |
|