أزهري أون لاين المدير
عدد المساهمات : 179 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 28/09/2010 العمر : 41
| موضوع: هل لمن يقوم على خدمة المعتكفين ثواب؟ الأربعاء يناير 12, 2011 7:21 pm | |
| هل لمن يقوم على خدمة المعتكفين ثواب؟ يقول الشيخ حامد العطار عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك منذ أول لحظة وطئت فيها قدمه أرض المدينة المنورة ،فقد روى أحمد وغيره من رواية زرارة بن أوفى حينما قال : " لما قدم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) " المدينة انجفل الناس إليه وقيل : " قدم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) " فجئت في الناس لأنظر إليه فلما استثبت وجه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب وكان أول شئ تكلم به أن قال : أيها الناس افشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا والناس نيام تدخلون الجنة بسلام ". وقد عقد فقهاؤنا على مر العصور بابا، يتحدثون فيه عن أفضل العبادات وأزكاها عند الله وأعظمها أجرا، وكان أعدل الأقوال في ذلك أن أفضلها ما تعدى نفعه إلى المسلمين. هذا من حيث قيمة الأعمال في نفسها وتفاضلها فيما بينها ،وثمة ملمح آخر مهم هو أن الله عز وجل لم يقصر الثواب على السبب المباشر ، كما لم يقصر العقاب على السبب المباشر، فكل من أعان على طاعة أو دل عليها أو سهل لهها ، أو شجع عليها فهو مثاب مثل صاحب الطاعة نفسه، كما أن من أعان على معصية أو دل عليها أو سهل لها أو شجع عليها فهو مأزور مثل صاحب المعصية نفسه!! ومما يدل على هذه القاعدة ما رواه الشيخان من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذ أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت ولزوجها أجره بما كسب وللخازن مثل ذلك لا ينقص بعضهم أجر بعض شيئا " فقد أثاب الله بالدرهم الواحد ثلاثة نفر( الزوجة التي أمرت بالصدقة، والخادم الذي حمل الصدقة إلى المسكين، والزوج الذي اكتسب الدرهم بيده) يقول الإمام النووي في شرح الحديث : "معنى هذه الأحاديث أن المشارك في الطاعة مشارك في الأجر ، ومعنى المشاركة أن له أجرا كما لصاحبه أجر ، وليس معناه أن يزاحمه في أجره ، والمراد المشاركة في أصل الثواب ، فيكون لهذا ثواب ولهذا ثواب ، وإن كان أحدهما أكثر ، ولا يلزم أن يكون مقدار ثوابهما سواء ، بل قد يكون ثواب هذا أكثر وقد يكون عكسه ، فإذا أعطى المالك لخازنه أو امرأته أو غيرهما مائة درهم أو نحوها ليوصلها إلى مستحق الصدقة على باب داره أو نحوه فأجر المالك أكثر ، وإن أعطاه رمانة أو رغيفا ونحوهما مما ليس له كثير قيمة ليذهب به إلى محتاج في مسافة بعيدة بحيث يقابل مشي الذاهب إليه بأجرة تزيد على الرمانة والرغيف فأجر الوكيل أكثر ، وقد يكون عمله قدر الرغيف مثلا فيكون مقدار الأجر سواء ."انتهى. وعلى هذا فلا ينبغي للقائمين على خدمة المعتكفين أن ينزعجوا من الوقت الذي يبذلونه لتهيئة السحور والفطور، فإن لهم مثل أجر القائمين المتهجدين بكفايتهم حاجتهم من الراحة والطعام والشراب، ومن الأحاديث التي تدل دلالة مباشرة وصريحة على هذا ما جاء في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه- قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في السفر، فمنَّا الصائم ومنّا المفطر، قال: فنزلنا منزلاً في يوم حار أكثرنا ظلا صاحب الكساء ومنا من يتقي الشمس بيده قال: فسقط الصوام، وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ذهب المفطرون اليوم بالأجر" . هذا من حيث الأجر والثواب ، لكن ينبغي أن لا يحرم الناس أنفسهم من القيام والدعاء والتضرع إلى الله ، ولو جزءا من أوقات السحر، فإن الأثر الذي تتركه الضراعة إلى الله في هذه الأوقات من التزكية والصفاء لا يتحقق بالكنس والطبخ ...فهذا شيء آخر غير الأجر والثواب.
والله أعلم.
| |
|