بعض النصائح الزوجية
بعد أن كانت الحياة الزوجية بين الزوجين كلها شهور عسل رغم مُضي سنوات على زواجهما ، لكن فجأة ونتيجة لخروج مشكلة صغيرة بينهما خارج غرفة نومهما وبيتهما ، وانتقال المشكلة خارج البيت ، وكان ما كان من تدخل فلان وفلانة وعلان وعلانة - انهار عش الزوجية ووقع الطلاق والفراق ، ولذلك هذه بعض النصائح الزوجية .
1- يجب أن نفهم أن الزوجة كانت يومًا ما تعيش في بيت أسرتها فنشأت في أوضاع أسرية وتربوية قد تختلف كثيرًا عن وضع الزوج، ويلاحظ أيضًا أن الزوج له أفكاره وله تصرفاته وله طريقته في الحياة، ثم بعد ذلك اجتمع هذان الزوجان تحت سقف واحد في فراش واحد فحينئذ يظهر قدرٌ من وجود اختلاف في الطبائع واختلاف في المعاملة نظرًا لأن كلا الزوجين قد عاشا حياة قبل الاجتماع فيؤدي ذلك إلى ظهور بعض الخلافات بينهما. وهذا من أهم المشاكل التي في أول الزواج والتي قد تزيد أحيانًا على القدر المطلوب.
والعلاج سهل - بإذن الله - بأن يتنازل كل من الزوجين عن حقوهما للآخر، لأن الحياة الزوجية حياة عطاء وبذل وتحتاج إلى صبر وتحمل، وتحتاج أيضًا أن يطاوع الزوج صاحبه، وأن يصبر عليه وأن يعامله باللين والإحسان والرفق والكلمة الطيبة تصلون إلى ما تبتغون من الخير، فها هو أبو الدرداء – رضي الله عنه وأرضاه – يدخل على عروسه فيكون أول ما يواجهها به بعد السلام والكلام والملاطفة أن يقول لها: (إن أغضبتك رضَّيتك وإن أغضبتني رضَّيتني وإلا لن نتعايش). فبهذا الكلام اللطيف ستشعران حينئذ أن كلاً منكما ينصف الآخر، وأن كلاً منكما يحرص على صاحبه، وأنه يتنازل له التنازل الذي يزيده مودة ويزيده محبة،
2- يجب أن تسير الحياة الزوجية على طاعة الله تعالى، فهي تعلم أنك زوجها الذي لابد له من الاحترام ولابد له من التقدير ولابد له من الطاعة بالمعروف، فقد أوجب الله جل وعلا عليها طاعتك بالمعروف؛ قال الله تعالى: {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً}، وخرّج الترمذي في السنن عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (أيما امرأة ماتت وزوجها راضٍ عنها دخلت الجنة) وفي المقابل لابد للزوج أن يعرف أن إكرامه زوجته وإحسانه إليها من أعظم القربات عند الله جل وعلا، بل إن هذا مما أمر الله جل وعلا في كتابه العزيز، فقال جل وعلا: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}. وخرج الترمذي في السنن عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وخياركم خياركم لنسائهم)
وتجعلان الحكم في كل مشكلة تقع بينكما هو حكم الله جل وعلا، هذا مع كونكما تتعاملان برفق، فإن أخطأ أحدكما في حق الآخر أخذه صاحبه برفق وأخذه باللين، وليس من شرطه أن يأخذ حقه وعلى الفور، بل ينتظر حتى تهدأ النفوس وحتى تزول أسباب تعكر المزاج، ثم بعد ذلك يعاتب أحدهما صاحبه بكلام رفيق لطيف، فها هي قد أغضبتك مثلاً فتعد لك عشاءً لطيفًا وتهيئ نفسها على أكمل صورة وأزينها في عينك وترضِّيك بكلام لطيف، وها أنت قد أغضبتها بشيء ما فتذهب وترضِّيها وتحضر لها هدية لطيفة جميلة ولو كانت وردة حمراء جميلة تقدمها إليها مُقبِّلاً بين عينيها.
3- عدم نقل المشاكل الزوجية خارج البيت، ولو كان إلى الإخوة والأخوات أو الوالدين، فليكن حل مشاكلكما بينكما بعضكما بعضًا إلا إذا تفاقمت وخرج الأمر عن حد الضبط فلا مانع من إدخال بعض الوجهاء الصالحين العقلاء الأمناء من أهلكم للإعانة في هذا، فمن خير ما تقومان به حفظ أسراركما والسعي في إيجاد علاجٍ لها بين بعضكما بعضًا، فهذا من أوثق ما تتمسكان به.
4- وهي كتم أموركما وعدم إشاعتها، أخرج الطبراني في المعجم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود).