أصدر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف السبت 25/9/2010 بيانا شديد اللهجة انتقد فيه تصريحات القس بيشوي الرجل الثاني في الكنيسة المصرية حول تحريف القرآن وأن الخليفة الثالث عثمان ابن عفان أضاف له آيات تنتقد النصاري عقب وفاة النبي محمد صلي الله عليه وسلم، فضلا عن تصريحات صحفية سابقة له بأن مسلمي مصر هم ضيوف علي النصاري أصحاب الأرض ، محذرا من أن هذه التصريحات تهدد الوحدة الوطنية في مصر .
جاء بيان المجمع بعد جلسة ساخنة استمرت نحو ثلاث ساعات عقدها بكامل أعضائه – وترأسها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وحضرها ووزير الأوقاف المصري د. محمود حمدي زقزوق ومفتي مصر د. علي جمعة- الذين أعربوا عن غضبهم من هذه التصريحات المنسوبة إلى أحد كبار رجال الكنيسة الأرثوذكسية بمصر من طعن على القرآن الكريم، مشددين علي أن حقوق المواطنة للمسيحيين "مشروطة باحترام الهوية الإسلامية" ، ولكنهم أكدوا على تمسكهم بالوحدة الوطنية، وإن حذروا من آثار هذه الأفعال في غضب جماهير المسلمين في مصر وخارجها.
صدمة
وقال مجمع البحوث الإسلامية فى بيانه :"لقد صُدم مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بما نُشر أخيراً منسوباً إلى أحد كبار رجال الكنيسة الأرثوذكسية بمصر من طعن على القرآن الكريم وتزييف على علماء المسلمين، الأمر الذي أثار غضب جماهير المسلمين في مصر، وخارجها واستنكار عقلاء المسيحيين في مصر على وجه الخصوص"..
وشدد البيان على "حقيقة أن مصر دولة إسلامية بنص دستورها الذي يمثل العقد الاجتماعي بين أهلها، ومن هنا فإن حقوق المواطنة التي علمنا إياها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في عهده لنصارى نجران والذي قرر فيه أن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين – هذه الحقوق مشروطة باحترام الهوية الإسلامية وحقوق المواطنة التي نص عليها الدستور".
وأكد علي أن المجمع : "إذ يؤكد على أن هذه التصرفات غير المسئولة إنما تهدد فى المقام الأول الوحدة الوطنية في وقت نحن في أشد الحاجة فيه لصيانتها ودعمها، فإنه ينبه إلى أن هذه التجاوزات إنما تخدم الأهداف العدائية المعلنة عالمياً على الإسلام والمسلمين وثقافتهم وحضارتهم، مما يوجب على أصحاب هذه التجاوزات أن يرتقوا إلى مستوى المسئولية الوطنية، وأن يراجعوا أنفسهم وأن يثوبوا إلى رشدهم".
وأشار البيان إلى "رفض مجمع البحوث الإسلامية هذه التصرفات غير المسئولة إنما ينبع أولاً من حرصه على أمن الوطن بمسلميه ومسيحييه وحماية الوحدة الوطنية ومواجهة الفتن التي يمكن أن تثيرها هذه التصرفات التي تهدد أمن الوطن واستقراره".
وقال البيان :"إذا كان عقلاء العالم قد استنكروا في استهجان شديد إساءة بعض الغربيين للقرآن الكريم، فإن عقلاء مصر بمفكريها ومثقفيها من المسلمين والمسيحيين مطالبون بالتصدي لأية محاولة تسيء إلى الأديان السماوية الثلاثة ورموزها ومقدساتها، كما أنهم مطالبون باليقظة وبتفويت الفرصة على المتربصين بأمن مصر واستقرارها وسلامتها، وبأن يعتبروا العقائد الدينية للمصريين جميعاً خطاً أحمر لا يجوز المساس به من قريب أو بعيد".
وكان الأنبا بيشوي قد شكك في نص محاضرة له، وزعت ضمن الكتيب الرسمي لمؤتمر تثبيت العقيدة المنعقد في دير الأنبا إبرام بمحافظة الفيوم الأربعاء الماضي بالفيوم، في صحة بعض آيات القرآن الكريم وتساءل عن موعد نزولها هل هي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أم أنها أضيفت بعد وفاته، وأشار بيشوي إلى الآية الكريمة التي تقول (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم)، وذكر خلال اللقاء أن المسيحية تتطابق مع الإسلام باستثناء هذه الآية الكريمة وتساءل عن موعد نزولها وطالب المسلمين بالبحث فيها لانه على حد قوله لو ثبتت لن يكون هناك أي اتفاق بين الديانتين.
وألمح بيشوي إلى احتمال إضافة هذه الآية أثناء قيام الخليفة عثمان بن عفان بجمع القرآن لمجرد وضع آية ضد المسيحية.
وتراجع الأنبا بيشوي عن تصريحاته حول مراجعة القرآن، قائلا:ما نشر قديم وهناك إساءة لفهم الكلام..
وأوضح بيشوي أنه كان في منزل السفير المصري في قبرص، منذ عدة سنوات "فسألني عن تفسير بعض الأمور المسيحية، فاستعنت ببعض النصوص القرآنية، فقال لي إن النصوص القرآنية تؤيد العقيدة المسيحية، قلت له هناك نص لا يؤيد العقيدة المسيحية وقلت له النص وبه تكفير للمسيحية، والمسيحيون لن يوافقوا عليه فقدم الملحق العسكري "المسلم" شرحا لهذا النص من خلال شرحي وفي نهاية حديثه قال إن هذا النص مقصود به شيء آخر غير ما تقصده، فهل تقبل هذا التفسير، قلت أقبله جدا فقال اعتبره كذلك فقلت سأعتبرها كذلك في حال اتفاق الكل عليه". بحسب الموقع الإلكتروني لجريدة الأسبوع المصرية.
وقال بيشوي إن تساؤله عن كون إحدى آيات القرآن الكريم "قد أضيفت إلى المصحف بعد وفاة النبي محمد في عهد الخليفة عثمان بن عفان"، لم يكن نقدًا أو اتهامًا بل هو "تساؤل مشروع" عن نص قرآني يشعر بأنه "يتعارض مع العقيدة المسيحية".
خط أحمر
وقال الأنبا بيشوى، إنه يتفق مع بيان مجمع البحوث الإسلامية باعتبار العقائد الدينية للمصريين جميعا خطًا أحمر، لا يجوز المساس به عن قريب أو بعيد.
وأشار "بيشوى" فى بيان له اليوم الأحد 26/9/2010 ، إلى أن حرصه على سلامة الوطن بمسلميه ومسيحيه يستوجب إعلانه بالمناداة بمبدأ عدم تجريح الأديان ورموزها، وعدم المساس بالديانة الإسلامية على وجه الخصوص، بحسب الموقع الإلكتروني لجريدة اليوم السابع المصرية.
وأوضح "بيشوى" :"لقد أكدت على هذه المبادئ فى اللقاء الموسع للعقيدة فى الفيوم فى محاضرتى فى موعدها مساء الأربعاء 22 سبتمبر2010، ولم يرد ذكر القرآن الكريم فيما تكلمت به عن هذه المحاضرة، سوى أننا شجبنا فكرة بعض الغربيين المتطرفين فى حرق نسخ منه، وذلك فى اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس الكنائس العالمى الأسبوع السابق فى أسكتلندا".
وأضاف: "كما أننى لم أذكر المسلمين أو الإسلام فى نفس هذه المحاضرة إلا فى تأكيدى على أهمية حماية المسجد الأقصى والحقوق العربية، وهو الأمر الذى شرحته مرارا فى اجتماعات مجلس الكنائس العالمى، وأيضا فى هذا الاجتماع الأخير فى أدنبرة بأسكتلندا".