فى قرية طفنيس - المطاعنة فى محافظة الأقصر، الكل يعرف محمد الدردير محمد المهدى، الذى لم يكتسب شهرته من قدم سنه، ولكنه اكتسبها من الواقعة الغريبة التى تعرض لها، فهو - نتيجة خطأ فى تسنين والده - أصبح أكبر منه بـ١١ عاماً، وذلك فى السجلات الرسمية.
الحاج محمد يبلغ من العمر ١٠٨ أعوام، فهو وفقاً لبطاقة الرقم القومى وشهادة الميلاد ووثيقة الزواج من مواليد فبراير ١٩٠٢، ووالده من مواليد ١٩١٣ وأخوه الأصغر أحمد من مواليد ١٩٢٦ وهذا يعنى أن والده أنجب أخاه الأصغر عندما كان عمره ١٣ عاماً، وهو ما فسره الحاج محمد بقوله: سبب هذه «اللعبكة» هو طبيب الوحدة الصحية، الذى سنن والدى وأخى.
وأضاف: الفروق فى الأعمار بينى وبين والدى وشقيقى لم تشغل بالنا، ولم نكتشفها إلا بعد صدور قانون الإصلاح الزراعى، الذى ألزمنا بمعرفة تواريخ الميلاد الحقيقية، فاكتشفنا هذه المشكلة وخفنا أن تحرمنا من الحصول على أرض فى الإصلاح الزراعى، ورغم أن ذلك لم يحدث، فإنها تسببت فى حصولنا على قطعة غير مميزة.
وأكد الحاج محمد أنه ذهب إلى طبيب الوحدة الصحية فى ذلك الوقت، وأقام له مأدبة عشاء ٤ مرات لكى يقبل أن يصلح ما أفسده سلفه، لكنه بعد «العزومة الرابعة» قال له: لازم تعرفوا أن تواريخ ميلادكم مثبتة فى جميع المصالح الحكومية، وأى محاولة لتغييرها ستثير شكوكاً بأنكم تنوون تزوير شىء ما، ونصحه قائلاً: «خليكم على كده أفضل».
وأكد الحاج محمد أنه الوحيد فى عائلته الذى لم يتم تسنينه، وقال: مازلت أتذكر عندما هجم الجراد على مصر من السودان فى العشرينيات رغم سنى المتقدمة، فإننى لست الأكبر فى القرية، فهناك الحاج عبدالله أبوحسن عمرة، الذى يعتبر فى حكم والدى، والحاج «حندقها»، الذى ولد فى سنة «كحت البحر»، والاثنان مازالا على قيد الحياة.