أحرص على أداء صلاة التراويح بفضل الله تعالى ولكن عادة أصلي مع الإمام ثماني ركعات ثم أنصرف لأعود مرة أخرى لأداء صلاة التهجد فهل يجب علي أن أصلي الوتر مع الإمام في التراويح؟

فضل الوتر مع الامام
أحرص على أداء صلاة التراويح بفضل الله تعالى ولكن عادة أصلي مع الإمام ثماني ركعات ثم أنصرف لأعود مرة أخرى لأداء صلاة التهجد فهل يجب علي أن أصلي الوتر مع الإمام في التراويح؟
يقول الشيخ عصام الشعار –عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- :
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
بداية نسأل الله تعالى أن يبارك لك في أيام هذا الشهر، وأن يتقبل منا صالح الأعمال وأن يكتب في عتقائه من النار ومن المقبولين.. اللهم آمين.
أما الجواب عن سؤالك فمن أراد أن ينصرف قبل أن يصلي الوتر مع الإمام فلا حرج عليه، ولكن الأفضل لمن شهد التراويح جماعة مع الإمام فخير له ألا ينصرف حتى ينصرف الإمام أي ينتهي من صلاة الوتر؛ ليدرك هذا الفضل والثواب الذي أرشدنا إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم – ففي الحديث الذي رواه أحمد والترمذي قال صلى الله عليه وسلم: "من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة".

وأيهما أفضل صلاة الوتر مع الإمام أم تأخيره؟
والجواب: هو أنه إذا كنت تعلم من نفسك نشاطا وأنك تقوم لصلاة التهجد ، ففي هذه الحالة لا تصلي الوتر مع الإمام، ولكن عليك أن تستمر في الصلاة مع الإمام حتى يفرغ من صلاة الوتر، فإذا سلم الإمام من الوتر، فلا تسلم معه ، ولكن تقوم وتأتي بركعة، ثم تسلم، ثم تأتي بالوتر بعد أن تفرغ من صلاة التهجد وبهذا تكون قد جمعت بين فضيلتين: الأولى هي قوله صلى الله عليه وسلم "من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة" ، والفضيلة الثانية قوله صلى الله عليه وسلم "اجعلوا آخر صلاتكم من الليل وترا" متفق عليه.

ومن صلى التراويح مع الإمام ثم صلى الوتر معه، ثم بدا له أن يصلي التهجد، فليصل ما شاء ولكن لا يصلي الوتر مرة أخرى ؛ للحديث الذي رواه أبو داود والترمذي والنسائي قال صلى الله عليه وسلم: "لا وتران في ليلة".
وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يجوز لمن صلى الوتر وأراد أن يتهجد أن ينقض وتره بمعنى أنه يبدأ صلاة التهجد بركعة تشفع وتره الذي ختم به التراويح ثم بعد ذلك يصلي مثنى مثنى وبعد أن ينتهي من التهجد يختم بصلاة الوتر. والراجح أنه لا يحتاج إلى نقض الوتر.

قال الإمام النووي –رحمه الله- " إذا أوتر قبل أن ينام ثم قام وتهجد لم ينقض الوتر على الصحيح المشهور , وبه قطع الجمهور , بل يتهجد بما تيسر له شفعا , وفيه وجه حكاه إمام الحرمين وغيره من الخراسانيين أنه يصلي من أول قيامه ركعة يشفعه ثم يتهجد ما شاء ثم يوتر ثانيا , ويسمى هذا نقض الوتر والمذهب الأول لحديث طلق بن علي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا وتران في ليلة" رواه أبو داود والترمذي والنسائي , قال الترمذي : حديث حسن[1]. انتهى.
والله أعلم.



________________________________________
[1] - المجموع 3/522 مطبعة المنيرية.